الدراسة مقابل التضحية بالعمل

العباس الفراسي

تعيش اسرة التعليم بالمغرب على وقع التراجعات المهينة و المجحفة على مختلف الاصعدة. فبعد الاجهاز على حق الترقية بالشهادة كمكسب تاريخي حصنته مكونات العاملين بالقطاع بمشاركة شرذمة من الانتهازيين في مباراة العار فبراير الماضي بعد اضراب دام اكثر من 100 يوم، جاء الدور على صندوق التقاعد الذي نهبت ملاييره على يد عصابة الفساد بالدولة المغربية، لتحاول الحكومة الحالية الزج بالموظفين العموميين في دوامة الاقتطاعات و تمديد سن الخدمة لتسديد المبالغ المنهوبة، بل و مطالبة المتقاعدين قبل نهاية الموسم بإتمام عملهم حتى اخر السنة الدراسية، في محاولة يائسة لامتصاص عرق جبينهم تحت مبرر عدم ضرب مصلحة التلميذ. فاذا كان رئيس الحكومة النصف ملتحية يحب التلميذ حقا، كان الاجدر به ان يوظف الاساتذة من الشباب المجازين المغاربة الذين ضحكت عليهم حكومته عندما الغت ولوج مباراة مراكز التكوين دون انتقاء اولي، بعدما اعتمدت الولوج للمباراة دون انتقاء السنة المنصرمة، في ضرب سافر لمبدا تكافؤ الفرص، او ادماج الماستريين المعطلين المعتصمين بالرباط في سلك التعليم، اسوة بالحكومات السابقة.

وبما ان الحكومة لا تعير للمواطن ادنى اهتمام وليس التلميذ فقط، فقد عمدت على لسان وزير التربية بلمختار الى اصدار مذكرة تمنع الموظفين بقطاع التعليم من اتمام دراستهم والتي ستحاول الحكومة اجبارهم على ترك الوظيفة التي حصلوا عليها بعد لؤي لاتمام الدراسة بعدما استفاد من هذا الحق اجيال من الاستاذات و الاساتذة من خمسينيات القرن الماضي الى يومنا هذا.

ان حكومة بنكيران تستهزئ بالمغاربة و اصبحت في مقابل ذلك اداة طيعة في يد المخزن لتمرير قرارات استحيت حكومات سابقة ان تمررها. لقد تنكر حزب المصباح لمن صوت عليه من المغاربة، و هذا ما سيجعل الاتي من الايام مليئا بالاحتجاج ضد من حملهم الربيع العربي على اوراقه الذابلة ليتذوقوا رحيق السلطة و المال.

17 سبتمبر,2014

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *