الوزير المحكور

بعد ضجة الموندياليتو المقام بالمغرب، و اتجاه سكاكين المغاربة نحو الوزير الحركي المشلولة حركته على خلفية الكراطة و الجفاف، الذي عرى عورة اوزين أمام أعين العالم، و جعلنا نكتة ستدرج صورها حتما في احتفالات نهاية السنة على الشاشات العالمية. تبين بالملموس أن المغاربة لا يحاكمون إلا من تجاوزت رائحته الحدود، و لا اقصد بالحدود هنا حدود اللياقة أو القانون، لان اللياقة نادرة في هذا الوطن و القانون يداس و يوضع على المقاس.
إن الحدود التي تجاوزها اوزين المحكور هي حدود المغرب المغلقة. فالعالم اجمع شاهد الموسطاش شاد الكراطة و السطل و المدرة و هو يحاول عبثا إنقاذ الملعب من الغرق أسوة بعلال القادوس، لكن لا احد أقال والي الرباط أو عمدتها، لان القادوس لم يشاهده سوى المغاربة، تماما كما حدث مع شاحنة الأزبال التي ملئت بجثث أبناء الشعب الذين جرفتهم مياه السيول الهادرة بالمغرب العميق.
إن قضية القادوس وانهيار المنازل فوق رؤوس الناس، و شاحنة الأزبال و غرق الزايدي و معه الكثير من المغاربة بمياه الفيضانات، و موت باها ومعه الكثير من ضحايا القطارات، هي جرائم كفيلة بإقالة الرباح و وزير الداخلية و السكنى و العديد من الولاة و العمال و رؤساء الجماعات و نوام البرلمان، لأن جرمهم أكبر من جرم أوزين، لكن هذا الجرم رغم تجاوزه حدود اللياقة و القانون، لم يتجاوز حدود الوطن، إنها لعنة الإعلام الأجنبي. فلو أن تلك الجرائم نقلت بكاميرات أجنبية لطارت حكومة بنكيران بأكملها و لبقي الزغبي ينتف لحيته و يندب حضه العاثر، تماما كما يفعل الآن الوزير أوزين بصلعته اللامعة بأموال الشعب ، و لو كنت مكانه لرفضت الإقالة و الاستقالة إلى حين محاكمة الرباح ووزير الداخلية و الحاج صاحب السكنى، فكل هؤلاء تبللت عوراتهم بأمطار الخير التي فضحت أوزين ، و لكن بما أن بطنه ليس بالفارغ و صلعته البراقة تعكس الريبة و الشك، فليس كل ما يلمع ذهبا.
إن لعنة الكرة أفضع من لعنة الجثث التي ألقى بها السيل أو تلك التي فرمت على قضبان الخليع الحديدية.

27 ديسمبر,2014

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *