باشا مدينة المنزل باقليم صفرو و انتهاكه لحقوق الانسان

11136955_406968086152190_1025692162_n

و أخيرا انفتحت شهية باشا مدينة المنزل بإقليم صفرو للعمل…. ففي أول خروج له من مكتبه المكيف بين أشجار تايدا وطيور النغاف، قصد مقر عمل أحد المناضلين الحقوقيين بالمدينة الصغيرة ليدفعه إلى توقيع وثيقة لا علاقة للسيد أغزر بها، وهي وثيقة تفيد منع وقفة احتجاجية لعائلات الطلبة المعتقلين بسجن عين قادوس بفاس. و بما أن الباشا العناية يعتني بشؤون نفسه فقط، فقد خاف أن تنتفض الساكنة في وجهه ككل مرة و يلقى به في منجنيق التأديب ليعانق مكتبا مكيفا آخر في منطقة نائية من مناطق مغربنا الحبيب.
ولحد الساعة لا أعرف إن كان هناك قانون يمنع مدونا من نشر بيان أو نداء يخص جهة معينة لا هي بالإرهابية و لا بالخارجة عن القانون، و ما الذي جعل الباشا يذهب عند المدون أغزر ويسلمه قرار منع الوقفة عوض التوجه للجهة الداعية لوقفة تضامنية لإخوة و أخوات وأمهات و آباء زج بفلذات أكبادهم في غيابات السجن جراء نضالاتهم في الساحة الطلابية؟
ألم يكن حريا بالباشا الخروج لتفقد أحوال المدينة الصغيرة المتهالكة، عوض أن يخرج لإرهاب السيد أغزر، و يطأ الشوارع التي يستحيل التجوال فيها لان التبليط طال بعضها بشكل مغشوش و لم يطل البعض الآخر بصفة نهائية، وهنا أهمس في أذنه أن يخرج للصلاة يوم عطلته و في أبهى حلله مترجلا في يوم ماطر قاصدا مسجد الغروصات.
ألم يكن حريا بالباشا العناية مثلا عوض أن يرغم المناضل أغزر على تسلم وثيقة منع وقفة لا تعنيه أصلا، أن يرغم نفسه على التبضع من السوق الأسبوعي الذي تحول إلى يباب يستحيي السيد الباشا أن يلجه لان جواربه البيضاء الناصعة ستتحول إلى غريق موحل نتن في حذائه البراق، وأن يلقى نظرة على مجزرة المدينة إن كان من آكلي اللحوم التي تذبح في مجزرة المنزل المتعفنة؟ أم أن اللحوم تصله من مكان أخر أكثر نظافة و تعقيما.
ألم يكن على الباشا المعني بأمن المدينة و هو المهووس بمنع الوقفات أن ينشر قواته -التي لا تعمل إلا في فض الاحتجاجات السلمية- و يوجهها لحماية امن الناس و أموالهم عندما سيتم حرق سيارات المواطنين بطريقة هوليودية لم تعرفها مدن المملكة السعيدة قط. ترى لو كان مواطنا عاديا يسكن في نفس الحي الذي أحرقت فيه السيارات، ماذا كان سيفعل مع سابقة أمنية كهذه لا تحدث سوى في مقاطعة هذا الباشا المطمئن البال؟
لو كنت مكانه لرخصت للوقفة التي دعت إليها الإطارات الحقوقية بالمدينة جراء الانفلات الأمني و هول عملية الحرق الهتشكوكية تلك، أو كنت على الأقل بلغت الأمر لكبار المسؤولين، لان الناس يحتجون بشكل سلمي و يطالبون بالحماية التي من واجب الباشا العناية أن يوفرها لهم.
و لو كنت مكانه أيضا لتخليت عن سيارتي ولو ليوم واحد و ترجلت في شوارع المدينة و قصدت مستوصفها و ملاعبها الرياضية المنعدمة، و لتنكرت في لباس رث و حاولت الحصول على الدقيق المدعم الذي لا يصل المعوزين في مدينة المنزل و دواوير بني يازغة. و لعملت على استقبال عمال الخيرية الذين نهبت مستحقاتهم بدون وجه حق، و لسعيت جاهدا لإيجاد حل للعاملات و العمال الذين يخوضون اعتصاما مفتوحا منذ 23 من مارس الماضي أمام صمته و صمت الجمعية و التعاون الوطني. عوض ان اقصد المحل التجاري للسيد أغزر.
إني كمواطن عادي و بسيط استغرب من قفشات هذا الباشا وسعيه الحثيث لتكميم الأفواه ومنع حرية التعبير في الفايسبوك كما الواقع، فكلما تعلق الأمر بمنصبه و مورد رزقه، و بجلد كرسيه الناعم الوثير، تجده يجتهد و يخرج في موكب معاونيه للتضييق على المناضلين وعلى رأسهم السيد عبد العزيز أغزر، ضاربا عرض الحائط كل القوانين و الحقوق و الأعراف التي تصون للإنسان كرامته و حقه في التعبير متناسيا أن رجال السلطة وجدوا أصلا لخدمة الناس و القانون و ضمان الحريات، كما ينص على ذلك الدستور و كما ينص على ذلك المفهوم الجديد للسلطة. أما و الأمر يتعلق بالساكنة و همومها و التدبير الحكيم للشأن المحلي، فتجد الباشا العناية يتبنى سياسة النعامة و سياسة فرق تسد، أي تفريق التظاهرات و سد باب البيرو و صم الآذان.
سيدي الباشا إن مدينة المنزل تنتظر منكم العمل لا القمع، و تنتظر إلى جانب العناية الإلهية عنايتكم أيضا. ولي اليقين أن نضالات الإطارات الحقوقية بالمدينة لا تستهدفكم بل تستهدف الفساد، أينما كان و كيفما كان. فلتكن للناس عونا لا خصما، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس. و لتتحلى بالشجاعة فتقصد بؤر الفساد لتنظيفها عوض التوجه لمحلات المناضلين الشرفاء التي هي نظيفة في الأصل و لا تحتاج لزيارتك لأنك ترهبهم أكثر مما تسرهم.

9 أبريل,2015

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *