قسم عبد الملك لا رجعة فيه

محمد امين الفراسي

أقسم بنكيران أن لا يسقط المرسومين حتى ولو تطلب الأمر إسقاط الحكومة، وفي المقابل أقسم الأساتذة المتدربون على إسقاط المرسومين حتى ولو أهدر دمهم.
دعونا نتأمل الطرفين كلاهما يشتركان في القسم، فالأول أقسم بالله والثاني أقسم بالله والدم معا، فمن أقسم بالله من الطرف الثاني لا يمكنه الرجوع في قسمه حتى وإن كان محمد عبده في الحكومة لأن فتنة بنكيران أشد من قتل الأساتذة. أما من أقسم بالدم فذاك لا يرجع في قسمه ولا يصالح حتى ولو منحوه الذهب. لكن قسم الطرف الأول هو قسم باسم الدولة والشعب والمواطن ولا رجعة فيه ما دام أيضا باسم الأساتذة المتدربين، إلا أن احتمال سقوط الحكومة الذي صرح به بنكيران كان مقصودا لارهاب نفوس من صوت عليه من الأساتذة المتدربين، بل وإن ترهيبهم جسديا كان كافيا لندمهم على منحه صوتا له قيمته خصوصا عندما ينهال عليهم المخازنية بهراواتهم السوداء ويحطمون مصابيح الأمل التي كانت معلقة في جماجمهم.
12434530_10153696972268819_242136039_n
أصبح إذن إسقاط المرسومين رهينا بإسقاط الحكومة خصوصا بعد قسم السيد عبد الملك بنكيران. نحن كمواطنين وكشعب لن نرضى بحمار ينهق باسمنا ويقسم بالله وهو عبد لغير الله ويفعل ما يومر به، وينهال علينا بسوطه كما ينهال عليه أسياده.
البدار البدار يا أسياد أنفسكم، كلكم مسؤول عن ما يقع في الشارع اليوم، فعبد الملك أصبح يقسم بإلهكم ويهدر دمكم ويتربع فوق كرسي حكومتكم، أنتم يا من ستعلمون الأجيال من بعدكم، نحن كنا نتعلم منكم واليوم معكم، أترضون بسكوتكم أمام من علمتموه وضربكم ،أم أنكم لم تحسنوا تعليمه فحقد عليكم.
يا معطل، يا متقاعد، يا أستاذ، يا متدرب، يا طالب، يا تلميذ، يا أمي، يا جاهل، يا واعي، يا كاتب، يا أصم، يا أعمى، يا معاق، كلنا الأستاذ وقضية التعليم قضيتنا وقضية أولادنا وقضية جيلنا الصاعد.
فالضرب والتعنيف لن ينقص من قيمتكم، بل كل ما حدث لكم يعطيكم شرعية التعليم ومشروعية المناضل، ارفعوا أصواتكم وهزوا شارة النصر لترسيخ القضية في قلب كل غيور.

12 يناير,2016

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *