الأساتذة المتدربون وإرهاب الدولة

تستمتع الحكومة الحالية بتشريد الآلاف من شباب الوطن والذين اختاروا عن حب تقلد مهمة الأنبياء. ولا غرو إن قلنا أن رئيس الحكومة الحالي يتابع بسادية قل نظيرها تظاهرات الأساتذة المتدربين بالأسواق وشوارع المدن وحاراتها فيتسلى بذلك عوض أن يلغي مرسومي الذل والعار، ليلج الأساتذة أقسامهم بعز وكرامة.
ولحد كتابة هذه الأسطر لا نعلم لم اختار هذا الإخواني المحمول نحو باب المخزن على أكتاف الربيع العربي، أن يمرر مرسوميه اللعينين خلسة وبتواطؤ خفي مع أسياده ليقضي على مهنة شريفة اسمها أستاذ، و مدارس للتكوين كالمدرسة العليا للأساتذة و مدرسة المعلمين، التي ابتدأ ضربها في العقدين الأخيرين، ثم يجهز بعد ذلك بوقاحة قل مثيلها على المدرسة العمومية أو بالأحرى مجانية التعليم بالمغرب.
إن هذه الجرائم لا يمكن أن تنسب لبنكيران وحده طبعا، فهو يتحمل نصيب الدمية فقط بل تنضاف إليه دمى أخر تدعى الأحزاب السياسية أو النقابات، أو غيرها مما يسمى مجتمعا مدنيا رغم أنها لا تحمل من صفة المجتمع المدني إلا الاسم.
من هذا المنطلق يسعى الأساتذة المتدربون جاهدين الآن إلى استنهاض همم الشعب المغربي الغارق في سبات عميق للوعي بهول الكارثة ومآل الحال في وطننا الجريح، فالتعليم يزحف نحو الموت والمهن النبيلة في المغرب إلى زوال. وعلى رأسها مهنة أستاذ.
إن أساتذة الغد تفطنوا للخديعة والتي لم يتفطن لها الكثير بل هناك من تواطؤ لتصبح الخديعة مرسوما والكذب قانونا، ومن ثم رفضوا كل مساومة وكل تنازل لأن التنازل عن مهنة أستاذ شبيه بالتنازل عن الشرف.
لن أخفيكم سرا أن الكثير من نساء ورجال التعليم تنازلوا عن شرفهم مما ولد وضعا موبوءا جعل بنكيران ومحركيه من تماسيح وعفاريت يعتقدون أن الجسد التعليمي بيض فاسد وموضوع في سلة واحدة. و الحقيقة أن هؤلاء الشباب أساتذة من لا أستاذ له ولا شرف. لهذا كله من الواجب دعمهم سياسيا و ماديا ودينيا ونقابيا بل وحتى نضاليا.
إن معركتهم ليست معركة نقابات أو أحزاب أو جمعيات حقوقية أو قطاع تعليمي أو تغيير مراسيم، إن معركتهم معركة مجتمع، معركة شعب يواجه الإجهاز على مدرسته وحياته وكرامته ولا مجال لخوض المعركة بالوكالة.

12 مارس,2016

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *