مايسة تكتب: اخنوش ارحل عن السياسة

أخنوش إرحل عن السياسة! كفاكم من محاولة شرائنا، مرة بالدين مرة بالحشيش والآن بالمازوط. الحل هو حكومة وحدة وطنية ـ مايسة سلامة الناجي

منذ انفرد أخنوش بالمشهد السياسي، شهر مايو 2017، حاول لعب دور الوسيط بداية في مدينة الحسيمة لتهدئة الأوضاع فكان أن أجابه أحد المواطنين الجواب الكافي الشافي: “ما عندي ليك بو الوقت”
كان على المخزن ـ الملك ومستشاروه وأمنه ومستثمروه وإعلامه ـ أن يكون بالمرونة الكافية ليفهم بسرعة البرق أنه لا يمكن أن يصنع من رجل أعمال زعيما سياسيا غصبا عن عين أم الشعب، رجل أعمال نزل على الأمانة العام لحزب الأحرار ثم على الحكومة من سماوات المخزن السابعة، وبدأ يتفرعن قبل أن يبني لنفسه أدنى شعبية ولا شرعية ديمقراطية. كان على المخزن أن يسارع إلى إبعاده في نفس وقت الزلزال الملكي لأنه كان متورطا كما كان باقي الوزراء متورطون في إهمال مشاريع الحسيمة منارة المتوسط، وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية من جميع الأحزاب حتى تمر الخمسة أعوام القادمة دون لغط سياسي، وأن تُستعمل كل تلك الدكاكين السياسيين بكل قياداتها وطاقاتها لغرض واحد وحيد: استشفاف مطالب الشعب وتحسين ظروف عيش المواطن المغربي.

لكن يبدو أن المخزن جد متصلب، حين يضع رأسماله في مشروع يرفض سحبه رغم رؤية أسهم المشروع تنزل بالبورصات، إلى أن يعلن الإفلاس… فعلها مع حزب الأصالة والمعاصرة رغم أننا صرخنا ملئ حناجرنا أنه حزب لا شعبية له، وتركه يشتري الأصوات والمقاعد بالحشيش.. وفعلها مع الأحرار رغم أننا فهمنا وقلنا أيام احتجاجات الريف أن أخنوش وسيط فاشل، لكن المخزن استهان بهذا الرأي، وترك أخنوش يصول ويجول ويشتري المؤتمرات والشباب والانتخابات الجزئية بالمازوط، وينفخ في مقاولة التجمع الوطني للأحرار وينفخ في الغضب الشعبي: تأججت أوضاع الريف، واشتعلت بزاڭورة، واحتقنت بجرادة، وتعرى القصر وأصبح في مواجهة مباشرة مع مطالب الشعب، وفي غياب وبؤس مؤسسات الوساطة تم إخماد الاحتجاجات بالمقاربة الأمنية! واليوم أمام حملة المقاطعة الشعبية هاته التي لن تنفع معها اعتقالات، لجؤوا إلى البلطجة والترهيب عبر الاتصالات! إلى متى….

المخزن اليوم يبحث بالريق الناشف عن زعيم سياسي، بعدما رحل الشعبويون تباعا. لكن كل مرحلة لها خصوصياتها، وهذه ليس مرحلة الزعامة، هذه مرحلة بناء الأحزاب التي تم اختراقها وتدجينها وإفراغها، هذه مرحلة منح الأحزاب استقلالية لتجدد دماءها وتستعيد ثقة الشعب. والحل الوحيد أمام المخزن وأمامنا لاجتياز مرحلة الفراغ السياسي هاته، هي إبعاد الزعامات الفارغة المنفوخة بالمازوط، دون حقد، لتذهب وتهتم بمشاريعها وأرباحها، وتضميد جراح المشهد السياسي بحكومة وحدة وطنية.
والحل الوحيد لتهدئة روع الشعب هو إطلاق سراح معتقليه، وتخفيض أسعار المنتجات الاستهلاكية. وفتح وسائط حقيقية.
#مقاطعون (للنشر مع الشكر)

6 مايو,2018

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *