Monthly Archives: نوفمبر 2018

رسالة مفتوحة للجمعية المغربية لحقوق الانسان موجهة للسيد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني

Published Post author

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
المكتب المركزي

السيد الوزير؛

تحية وسلاما و بعد،

توصلنا في المكتب المركزي، للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بدعوة من وزارتكم لحضور حفل توزيع الجوائز على المجتمع المدني، الذي سيتم تنظيمه، يوم الخميس 15 نونبر 2018، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط؛ ويطيب لنا أن نعبر لكم بهذه المناسبة عما يلي:

إنكم، السيد الوزير، على علم بدون شك أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي تضم آلافا من المناضلين والمناضلات المدافعين والمدافعات على حقوق الإنسان بأبعادها الشمولية ومرجعيتها الكونية، تتعرض لشتى أنواع التضييق والمنع من طرف سلطات وزارة الداخلية في العديد من الأقاليم، والعمالات، والدوائر، والباشويات والقيادات.

وإن كنتم على غير علم بذلك، ومن أجل وضعكم في صورة هذه الوضعية، التي اشتدت منذ أواسط شهر يوليوز من سنة 2014، بعد الخطاب العدواني الذي ألقاه وزير الداخلية الأسبق تحت قبة البرلمان، واصفا بعض الجمعيات الحقوقية، التي تناضل ضد كافة أشكال التعسف والاعتداء على الحريات، بالكيانات التي تعيق عمل الأجهزة الأمنية في مجال محاربة الإرهاب، خدمة لأغراض وأجندات خارجية مقابل الحصول على تمويلات أجنبية؛ نسرد عليكم القليل من مظاهر التضييق الذي طال الجمعية المغربية لحقوق الإنسان:

1) حرمان فروع الجمعية من وصولات الإيداع، حيث تم رفض تسلم الملفات الخاصة بتجديد المكاتب بالنسبة ل 54 فرعا؛ ورفض تسليم وصل الإيداع المؤقت المنصوص على وجوب تسليمه في الحين في الفصل الخامس من قانون تأسيس الجمعيات بالنسبة ل 10 فروع؛ وتسليم الوصل المؤقت ورفض تسليم الوصل النهائي، رغم انصرام الآجال المنصوص عليها في نفس القانون، بالنسبة ل 9 فروع؛

وهي الخروقات التي اضطرت الجمعية إلى اللجوء للقضاء الإداري، الذي أصدر لحد الآن 27 حكما يدين قرار السلطات برفض تسلم الملف القانوني ويلغيه. إلا أن ذلك لم يحد من شطط السلطات التي لم تستجب لمنطوق الأحكام واستمرت في حرمان فروع الجمعية من وصل الإيداع؛ وهو ما يحرمها من عدة حقوق أخرى، كالحصول على الدعم المالي من ميزانيات الجماعات الترابية المخصصة لدعم الجمعيات، والاستفادة من الفضاءات العمومية لإقامة أنشطتها الإشعاعية والتثقيفية في مجال التربية على حقوق الإنسان ونشر ثقافتها وقيمها الكونية…؛

2) منع الجمعية من تنظيم أنشطتها في القاعات والفضاءات العمومية، حيث أحصينا ما لا يقل عن 140 منعا، رفع المكتب المركزي بخصوص اثنين منها دعوى في مواجهة السلطات وتم الحكم بإدانة قرار المنع؛ لكن ذلك لم ينفع أيضا في لجم قرارات المنع، وواصلت السلطات ممارسة شططها وتجاوزها للقانون واحتقارها لأحكام القضاء، عبر منع أنشطة الجمعية بالقاعات والفضاءات العمومية والخاصة، بما فيها تلك التي أقامتها بشراكة مع الدولة، مثل الضغط والتهديد اللذين مارستهما سلطات مدينة الرباط على صاحب فندق كانت، الجمعية قد حجزت لديه قاعات لتنظيم الورشات والعروض المبرمجة في إطار مشروع شراكة تجمعها حينها بوزارة العدل والحريات…؛

3) منع إقامة المخيمات الحقوقية للجمعية، وحرمان ما لا يقل عن 400 شاب وشابة سنويا من الاستفادة من البرامج الترفيهية والتكوينية والفنية لمخيمات الجمعية، بعد أن كانت قد أقامت هذه المخيمات لأكثر من عشر سنوات، عرفت كلها نجاحا باهرا، واكتسبت خلالها الأطر التربوية والتخييمية للجمعية خبرات وكفاءات عالية…؛

4) منع الجمعية من الاستمرار في الاشتغال مع الأندية الحقوقية في المؤسسات التعليمية التي كان مناضلو ومناضلات الجمعية يساهمون داخلها في تأطير ما لا يقل عن 500 نادٍ حقوقي، تنفيذا لالتزامات الجمعية في إطار الاتفاقية المبرمة بين وزارة التعليم والجمعية والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية فرع المغرب منذ سنة 2004…؛

5) حرمان الجمعية من تنظيم الحفل الافتتاحي لمؤتمرها الأخير (المؤتمر الحادي عشر) بمسرح محمد الخامس، الذي تدعوننا إلى فضاءاته لمشاركتكم حفل توزيع الجوائز على المجتمع المدني…؛

6) اعتقال ومتابعة العديد من مناضلي ومناضلات الجمعية ومسؤوليها، حيث تمت أو تتم متابعة ما لا يقل عن 30 مسؤولا من مسؤولي فروع الجمعية في العديد من المناطق، كالدار البيضاء، والجديدة، وقصبة تادلة، وخنيفرة، وبرشيد، وزايو، واوطاط الحاج، والمضيق، والناظور، والحسيمة، وكرسيف، وبوعرفة، ووجدة، وتاهلة، وصفرو، وتطوان، وتمارة، وسيدي سليمان… بسبب نشاطهم الحقوقي ومؤازرتهم للمواطنين والمواطنات ضحايا الانتهاكات والتعسفات……

إننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان نعتقد أن المجتمع المدني المغربي، وعلى رأسه الجمعيات الحقوقية، هو أولا وقبل كل شيء، في حاجة إلى احترام حقه في التنظيم والتجمع، وتوفير شروط العمل المادية للجميع، دون تمييز بين من يمدح الدولة ويطريها، ومن ينتقدها وينبهها إلى وجوب الاحترام التام للحقوق والحريات الأساسية، والكف عن ممارسة التضييق والشيطنة والتشهير في حق مختلف النشطاء والفاعلين داخل الحقل المدني.

ونعتذر، إن كنا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان نرفض المساهمة في تلميع صورة سلطات تصر علانية على ممارسة الشطط، وتمعن في انتهاك سيادة القانون وتحقير القرارات القضائية، كما نرفض التطبيع مع سياسة القمع والمنع والتضييق والتشهير…

ولكننا، في المقابل، مستعدون للمساهمة الجادة في أي مشروع يحترم استقلالية الجمعية والحركة الحقوقية والديمقراطية، ويخدم أهدافها، ويساهم في تطوير الوعي الحقوقي ببلادنا ونشر قيم وثقافة حقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها دوليا.

وإننا ننتظر منكم، كجهة وصية على المجتمع المدني داخل الحكومة، أن تعملوا على رفع كل مظاهر التضييق والمنع عن العمل الجمعوي والعمل النضالي والحقوقي، ووقف التشهير والمتابعات القضائية ضد المدافعين والمدافعات على حقوق الإنسان، والاحتكام لسلطة القانون وتنفيذ الأحكام القضائية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووضع حد للاعتقال السياسي وممارسة التعذيب ببلادنا، والوفاء بالتزامات المغرب الدولية التي تكرس بمنطوقها الاتفاقي والتعاهدي الحقوق والحريات الأساسية للجميع؛ وتلكم، السيد الوزير، أكبر جائزة يمكن أن تقدمها الحكومة للمجتمع المدني المغربي.

المكتب المركزي
الرباط، في 13 نونبر 2018.

13 نوفمبر,2018

بيان عائلات المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام

Published Post author

07 نونبر 2018
عائلات المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام المفتوح

بيان للرأي العام الوطني والدولي وكل مناصري الحرية والعدالة الاجتماعية بالعالم

بقلق و استياء شديدين، نتابع نحن عائلات المعتقلين السياسيين، آباء وأمهات المعتقلين السياسيين “هشام بولفت، عبد النبي شعول، عبد الوهاب الرمادي، ياسين المسيح، قاسم بنعز” ومعنا كل أفراد العائلة تطورات الوضعية الصحية لأبنائنا المضربين عن الطعام الذين وصلوا لليوم 15 والعازمين

على الاستمرار حتى تحقيق مطالبهم، الأمر الذي يزيد من معاناتنا وآهاتنا خوفا من فقدان أحد أبنائنا، الإحساس الذي عشناه ولازلنا نعيش عليه كل يوم و ينقص قليلا عند اتصالهم لدقائق قليلة بنا أو عند زيارتنا لهم بالسجن، ولا نخفي عليكم حجم المعاناة التي يتخبط فيها أولادنا بالمعتقلات ونلامسها عن قرب بقاعات الزيارة من حصار وتفتيش دقيقين في كل مرة نزورهم فيها، و ازدادت مع دخولهم في الإضراب عن الطعام المفتوح، ونؤكد لكم أننا في الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي قمنا بزيارتهم ولاحظنا عن قرب وضعيتهم الصحية المتدهورة رغم محاولتهم التظاهر أمامنا بأنهم في صحة جيدة، حيث يعاني أبنائنا من الإعياء الشديد والإحساس المتكرر بدوران الرأس بالإضافة إلى آلام الأمعاء والمعدة والكلي نظرا للإضرابات الطعامية المتكررة التي خاضوها سابقا بالإضافة إلى حالات التقيؤ المستمر وإحساس البعض منهم بالنقص على مستوى حاسة البصر والسمع، ونؤكد كذلك أن أبنائنا لا زالوا معزولين بالزنازين الانفرادية والبعض الأخر بمصحات السجن ويتعرضون لمراقبة طبية غير كافية وضعيفة لغياب التجهيزات الطبية اللازمة لمراقبة صحية دقيقة، ونؤكد للرأي العام الوطني والدولي وكل مناصري الحرية والعدالة الاجتماعية بالعالم ما يلي:

ــ إبلاغنا تحاياهم العالية لكم جميعا، و اعتزازهم بالجهود النضالية التي تقدمونها دفاعا عنهم وبوقوفكم إلى جانبهم وجانبنا.

ــ مطالبتنا الفورية بالاستجابة وتحقيق جميع مطالب أبنائنا،وهي “إطلاق سراحهم بعد إعادة ملفهم إلى المحاكمة وتبرئتهم، التجميع الآني بسجن رأس الماء فاس، وفتح باب الزيارة لهم أمام الجميع وتحسين شروط اعتقالهم، والسماح لهم بالتسجيل في سلك الماستر والدكتوراه وتحقيق مطالب أصدقائهم الطلبة بالجامعة .

ــ وقوفنا الدائم إلى جانب أبنائنا وعزمنا تنظيم وقفات احتجاجية بالعديد من المدن وفي القريب العاجل دعما لمعركة أولادنا.

ــ قلقنا الشديد إزاء التطور السريع و السيء للوضعية الصحية لأبنائنا.

ــ تحميلنا المسؤولية لكل “الجهات المسؤولة” في الاستمرار في تجاهل مطالب فلذات أكبادنا ومطالبتنا بالتحرك العاجل لإنقاذ حياتهم.

ــ دعوتنا كل المناضلين الشرفاء والإطارات المناضلة إلى مساندتنا ومساندة أبنائنا في محنتنا هاته .

و نتوجه في الأخير بدعوة خاصة للأقلام الصحفية والمنابر الإعلامية النزيهة وندعوها إلى نقل الحقيقة كاملة و كسر جدار التعتيم الإعلامي المضروب على معركة و واقع أبنائنا بالسجون.ونقول للجميع :

مؤمنين بحقيقة براءة أبنائنا أكثر من إيمان الحقيقة أنها حقيقة بنفسها.

8 نوفمبر,2018